عشق لا يموت..

روماف – ثقافة

اتاني عاشقا مشتاقا لا يلوم

يحمل بين ثناياه شوقا ولهفة ورعشة قلب محروم..

وقف بمحراب بابي وقال:

هنيئا لك ياهوا تلامس بلطف ورقة فراش ازهار جبين محموم

فهلا سألت عني قلبها

ألن ينبض لي يوما فأنا في عتمة هذا الليل الظليم افتقد البدر الحنون..

قد اضعت نجمة صباحي من سنين

فأضحى اليباس في صحراء روحي كثيف و اليم ..

هي الشمس التي تشرق في قلبي فتملؤه دفا وضياء

وهي النور لروحي في كل صباح ومساء..

أحن واجن بتلك العينان في سحرهما

فأحلق في سماء قلبها

لارسو على شاطئ نبضه اقبل الشريان والوتين..

اترنم مبهتحا بترنيمة عشقها واغنية شداها قلبها بحنين..

تعالى حبيبي لنعيش هذا الجنون ولنكتب قصتنا على صفحات السنين..

– فجاوبته وكلها حياء وخجل

بعد ان تغزل بالعيون والخدود والمقل:

– حروفي يا ابن العرب لا تترتب بخفة

وكلماتي المخنوقة في قلبي تحشر بحنجرتي

فأخاف ان انا بحت بها ان تستباح ويرمى بها على قارعة الزمن..

نعم كتبت للحب والعاشقين الكثير

ولكني لم اعط وعدا ابدا لحبيب

ان كان حاضرا او مسمى الاجل..

ففي كل حروفي كتبت عن حالة حب وعشق عشتها

اغتصب قلبي وتمزقت نياطه بلا وجل

ففقدت لذة والعشق والبوح واكتفى قلبي بالشعر وبالنظر..

ثم اجابني بجراة متلهف لقطرة غيث من بعد ظمأ

– انا الرضيع الذي ارتوى من حبك لبن العشق وامتص من شفاهك شهد العسل..

لن اخون حبا كتمته في قلبي لسنين

فهل تخون الروح روحها ان ذاك لهبل..

– ياروح الروح ويا كل العمر

قد وعدني الحبيب بعمره انه ماخان حبي ولا غدر..

نظر بأم عينيه في عيني

فكذب حالفا باللات وبالقمر

بان ما زال قلبه ينبض باسمي عاشقا بلا حياء او خجل..

رهنت نفسي للسماء والبحر والشجر بعده

وللشمس والطير والقمر

واقسمت بربهم انه لن يدخل محرابي عاشقا من جنس البشر..

فهل من كفارة لأعود عن حلفاني بلا اثم او ذبح او نذر ..

وهل جزاء القلب النقي دائما

ان يمتحن بالطعن والغدر..

اخاف من قلبي ان يضعف لعاشق فيلين ويستجيب

وانا التي دربته على الجفاء لسنين

فرغم كل الاقفال التي اوصدته بها

هاهو ينبت زهرا ورديا متمردا

على جسد اضناه التعب لسنين..

فهل هذه اشارة لي من السماء

ام انها لعبة ثانية من القدر

وانا التي رهنت روحها سنينا للضياء..

– جاوبني بعين مشتاق لوع قلبه الحنين

كطالب محموم ينتظر نتيجته

ساسقي قلبك ياروحي من دمع عيني وسأرويه من قطرات حبي شوقا وحنانا يا ثناء ..

– فأجبت وكلي رغبة واشتياق

لروح تشابه روحي بالسناء

احتاج لقلب يراني بظلمتي وبعتمتي

لا وانا بكامل الاشراقة والضياء..

لم اسلم قلبي يوما ولم اعط مفتاحه فهل ستجعلني اشعر بالغباء..

– فقال: سجلي هذا الخطاب بيننا وسيشهد التاريخ على صدقي

– فأجبته بل ساجعل من كلماتك قصيدة اكتبها وسادون عليها اسمينا ولتكن وثيقة عشق بيننا وسيشهد عليها من في الارض ومن في السماء..

و ليكتب في سجل العاشقين

هذا عهد جديد للحب بيننا بدون غش او رياء ..

نعم هو عشق الروح لروحها

فهي التي تفعل ما لم يفعله القلب بغباء..

ترسم الوان للحياة بريشة الحب مزينة السماء

تحلق وتطير عاليا تزور نجوما وكواكب واقمار ومجرات..

تعانق بشغف عاشق مشتاق غيومها

وتعود راضية لتركن مبتهجة بجانب حبيبها ..

فترقد بجواره متحدية الحياة..

نعم..

سأدون تاريخ عودتك

ولادة روحي ولن اكتب تاريخ للعزاء..

بل سأكتبك قصيدة على شفتي وساجعل من اسمك ترنيمة ابتهال

ولن اخاف يوما من حرف متمردا ان كان سيفر هاربا من عشق قد باركته السماء..

قد وضعت مواثيق العشق بيننا

وبدون شروط او رهان

وكتبت اسم الشاهد الوحيد على عهدنا

هو العلي القدير وهو العارف بامر وعدنا

والذي لا مفر من قدره او قضاه ..

واخيرا سيرسو مركبي على شاطئ قلبك فهل سيكون له الامن والامان

ام ستلاطمني امواج العشق بقسوة فاتحطم على صخور الفتور والاهمال ..

لم تكن لي في طفولتي احلاما عظيمة

ثمة ورقة وقلم لأخط عليها

وقطرة ماء ارتوي بها بعد ظمأ طويل للفرح وللحياة..

اريدك يدا قوية تساندني وقت الإعصار..

فهل ستكون لي السند من وحل الدهر والاهوال

وهل ستبحر معي بمركب ضد التيار ام انك ستمل قريبا وتترجل ايها البحار

ربما ستكون رحلتنا طويلة

وسأخاف عليك من كثرة الترحال

من ليل طويل لا له نهار

ومن ظلمة حالكة لا قمر فيها ولانجم شمال..

ستفقد يوما بوصلتك ولن تعود للديار

فهل ستسير معي بدون وجهة ايها الربان..

ام سترحل خائفا من هول العواصف والاعصار ..

وستطلب ان تنجو بقلبك من تلاطم امواج العشق ليل نهار فتعود لمنزل هادئ بلا تذكار او اية افكار..

ستبقى ذكراي حاضرة وستعيش لحظتها وقت الاسحار

كانت هناك غجرية عاشقة تعلمت فن الابحار

عاشت بجزيرة بمفردها بعيدا عن اعين المارقين والفجار

تنادي ان يكون لحبيبها عش تبنيه بعيدا عن مدن االكذب و الدمار..

فتراقص غيوم الحب معه وتعيش حياة كالاحرار

فلا تجزع من طوفان عشقي يا حبي فلن يكون لك طوق نجاة

اني وقد انذرتك مسبقا

ان احذر من فيضان ٱت سيدمر مدنك وسيتركها عائمة

ويعلوها الخراب

فهل ستصمد وستواجه معي هذا التيار..

– فجاوب بدون خوف قائلا :

انا في انتظارك قاتلتي ستكونين لي الحب والدفئ والحنان ومعك سأحطم صخور الجهل وسنبحر معا نجوب السبع بحار ..

وسنرسو على جزيرتنا نقتات عشقا وحبا ونسابق كل الاقدار..

– فاكملت معه قصيدته بل سنكتب قدرنا بأنفسنا ونخط على شواطئ الحلم قصة ستروى للاجيال

وسنكتب معلقة الحب معا وستعلق على جدران الكعبة كتذكار..

وسيسجل التاريخ الحديث قصتنا

قصة حب كانت حلما وسراب

ولم يكتبها من قبل جن شاعر ولا كّتاب..

قد ملكتك قلبي ياحبي

فكن حافظا امينا جبار

وكن لي مدينة عشق اقطنها

بدون نوافذ او اقفال

وسأواجه معك كل الأخطار..

فقد فتحت لك كل الابواب الموصدة

لن يكون مكان بيننا للاسرار

لنعيش معا قصة حبنا

فنرويها لاحقا للاجيال

وستكتب من بعدنا كملحمة وتغنى

وسيتغنى بها الصغار والكبار

نحن الذين تحدينا بعشقنا

فحطمنا جميع الجسور والاسوار ..

شارك المقال

مقالات أخرى