تلك الرحى
لم تعد تطحن
وهذه الطواحين
عاشقة الهوى
مابين هذا و ذاك
العمر ساعة إلهية
وزلزال و إنصهار
كيف ينسدل الشفق
ونحيبُ الليل زمهرير
كمجنونٍ
فقد حبيبته منذ ألف قرن
أيتها الفاكهه المحرمة
أيتها المقدسة
أيتها الراهبة
تحت عبائتك
كم من الرجال أبتلعتِ ؟
كم من الفوانيس أشعلت ِ ؟
أكان الشعراء كاذبين
و الشاعرات سجينات
إذاً
أين عدالة الأرض
أين الألهه
مَنْ كان هولاكو !
أين بيبرس
هل كان تاريخهم بوصلة
تحت رماد الشفاه
أم نحن
جواري أقبية سوداء
كم من القلاع شيدت
على أرداف المحصنات
و كم من العنادل أدماه السوط
تحت الأمواج
حين كنتَ و مازلتَ !
ها أنا هنا
أهتز كالصفصافة بوجه الريح
أرتل أنشودة المطر
حين كان يجتمع بك
مدائن الرجولة مدينة مدينة
وحين كانت ليلتُكَ
تزهر سلاماً على جسدي
كحقول القمح
كنتُ أخشع خشوع المهتدين
بكل قبلة أقبل فيها نحرك
قبل الولادة
تسلل طيفُكَ
كثعبان أملس
بث السم
وأوقد البراكين
ثم أنساب كالماء من بين الأصابع
كيف تبرق زهرة
بأطراف غصن
والجذع سرير الملاهي
كيف ينبت الشيء من اللاشيء
ويلد ثائراً من ضريح المخاض
كيف تلد السمراء
من براثن الضواري
و زَرائبُ العقول
عرزال الحواري
أنجيلا درويش