أنا لا أزال، وفي يدي أمل وفتات من خبز ممزوجة برائحةِ الياسمين
ما زلت أشتمّها ولا زلت أستفيق عليها وأنام، تطوف بي قدمي إلى طوابير الحب.
أصافحُ الدنيا مرحّباً، أنا طفلٌ سوري أعيش بلا أنوار ولا أسوار
عينان جائعتان كطفلٍ شريد وأنا أمشي بين الشوراع المحطات والدرب طويل يا أبي وصرخة طفل تدوي في الارجاء.
عينان جائعتان يا أبتِ، يهبطُ العطش إلى سكينةِ روحي ويبكيها
ألا يرى الناس يا أمي!! مالنا نحن؟!
على الأرض عطشى وفي جوف الأرض جوعى
مللت النداء يا أمي لا في السماء ولا في الأرض لنا مُعين .
وكيف أجرؤُ على لمس زهور الياسمين بتلك اليدين المتسختين إنهما طاهرتين ياولدي!
_لا تغني يا أمي لا تغني، غناؤك يبكيني.
_لايحقُ لنا إلا الغناء ياولدي
_لا تغني يا أمي فتسمعنا الحياة وتبكينا
_لاتخف ياولدي سنعيش، نأكل وننام ولن نبكي جوعاً ولا ألماً
سيزول التعبُ والهوان يا ولدي.
تنبؤاتك يا أمي تقتلني وتعذبني تكادُ تمزقني.
من أين لكِ بكل ذلك الأمل، هل يأتي الأمل بعد الجوع أم بعد الذل.
سلاماً يا بلد الياسمين يامأوى اليتامى وأرض المقاتلين.
أصرخ باسمك يا وطني كيف تتركني وحدي بلا حُراس.
يقتلني البرد وكيف أشتري الدفء؟
ياوطني لا باب الموت يُفتح ولا باب الحياة سيريني النور.
أنا طفل سوري لا وطن ولا قضية.