لم تكن رُلى نصّار ممثلةً
بل امرأةً مشت فوق الخشبة كما تمشي عجوزٌ حكيمة في بيتها الأخير
لا تتفقد الأبواب لا تتحقق من النوافذ تعرف الضوء أين يقع وأين يختبئ.
تعرف الزوايا، لا كأركان خشبية، بل كأماكن تُخزَّن فيها النبوءات المنسيّة.
رُلى، ببساطةٍ جاءت إلى الفنّ مكتملة
كمن وُلِدت وفي كفّها سطورٌ لا يُملى عليها شيء.
حين تصعدُ إلى الخشبة،
لا تمثّل، بل تستعيد هيئة الإنسان كما ينبغي أن يكون
صوتها لا يُؤدّي… بل يكشف.
رُلى لا تبحث عن البطولة،
إنها من أولئك القلائل الذين يمشون في العرض كما تمشي امرأةٌ حقيقية في الحياة — بثقل، وهدوء، وصدق.
عيناها لا تُقنعان… بل تُدينان.
خطوتها ليست جزءًا من “البلوك”
إنها ردٌّ وجوديٌّ على الفراغ
في حضورها، يتحوّل المسرح من مبنى إلى كائن حي
له نبض، وله عرقٌ ينبض من حنجرتها.
لم تتدرّب على “الإلقاء”
كانت تتكلم من منابت الجروح
كأنها تقرأ على الجمهور صكّ الغفران أو وثيقة الخيانة،
بذات الحنان، وذات القسوة.
رُلى ليست “نجمة”،
لأنّها لا تحتاج إلى جمهور يُصفّق،
بل تحتاج إلى عيونٍ لا تغلق
هي التي تفكّك النصوص،
لا لتحفظها
بل لتنقّب فيها عن حفنة صدق
ثم تزرعها على المسرح
وتتركها تنمو — لا كزهرة بل كصفعة.
لم تأتِ لتنافس.بل لتذكّرنا أن هناك امرأة ما
في مكان ما،تملك القدرة أن تخلق عرضًا من الصمت،
وتربّي مشهدًا من تنهيدة.
رُلى لا تبحث عن البطولة،
إنها من أولئك القلائل الذين يمشون في العرض كما تمشي امرأةٌ حقيقية في الحياة — بثقل، وهدوء، وصدق.
ليست مجازًا عن شخصية،
ولا مرآةً لدور،
بل كائنٌ يتجسّد، ثم يختفي، ويترك شيئًا لا يُقال في قلب المتفرّج.
إنّها من طينة الممثلات اللواتي لا يقفن على المسرح… بل يسكنّ فيه.
لا يتعاملن مع العرض كمنصّة
بل كمكانٍ كُتِب ليكتمل في أجسادهنّ
رُلى تعرف المسرح كما تُعرف البلاد:
بخريطة القدم وارتجاف الهواء، ورائحة الخشب.
لهذا، حين تُطلّ، نُصغي.
وحين تصمت، نشعر أنها لم تغادر بعد.
اكتشاف المزيد من Romav
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.