حوار مع الكاتبة والقاصة لمى أبو لطيفة
- من الشعراء والكتاب الذين أعجب بكتاباتهم وهم كثر مثل ادونيس ومحمود درويش والعديد من الشعراء لكن أظن الأقرب لوجداني هو فاروق جويدة الشاعر العظيم..
- لا يكون الواحد منّا مُغترِبًا في وطن عاش فيه عمره كُله وأيضًا لا يتعارض هذا مع فكرة كونك لاجئ يظل يتوارث حلم أجداده في العودة إلى حضن الوطن .
- الحرب : الوحش الذي أكل داخلنا وخارجنا .
- الغربة: حين لا تجدُ من يعانقك إن انت احتجت ذلك.
حاورها : رائد محمد
نشكرك على قبول دعوتنا و نرحب بك في موقعنا..
1- بداية نرحب بك في هذا الفضاء ، نرغب بالتعرف عليك أكثر ، وماذا تحبين ان يعرف عنك القراء؟
_ اسمي لمى أبولطيفة مواليد عام 1992 ودرستُ اللغة العربية وأُقيم في العاصمة الأردنية وأعمل في تدريس اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها.
2- لمى أبو لطيفة الفلسطينية الأردنية، ماذا خلقت لك هذه الازدواجية في الانتماء , هل ساهمت في دخولك معترك الكتابة والتنوع الثقافي , أم كان له وقع سلبي ؟
– لا يُمكنني القول أن ثمّة ازدواجية في الإنتماء للضفتين الشرقية والغربية كلاهما وطني الذي أحبّه وأنتمي لكُل ذرة تراب فيه كما باقي الأوطان العربية، أما عن مساهمة ذلك في التنوع الثقافي فأظنني كما كل الذين أودّت بهم النكبة إلى اللجوء للملكة الأردنية واستطاعوا الكتابة عن الحرب ومن عاشوها وكيف عاشوها بشكل فنّي لا يُنصف القضية مهما كُتِب عنها وعن اَوجاعها وصمود فلسطين الأبية بأبناء شعبها المناضل الذي سيظل يقاوم ويثور لأجل فلسطين وطنًا حُرًا غير خاضع لإتفاقيات التقسيم.
3- متى بدأت لمى بالكتابة، هناك مقولة ” من يقرأ جيداً يكتب جيداً ” , ماذا تقرأ لمى ؟
-أطنني أكتشفت موهبتي بعامي الثالث عشر حين بدأت أدرك كيف يمكنني صياغة ما يجول بخاطري، وأقرأ كل انواع الأدب من نثر وشعر عربيًا كان أو غربيًّا مُترجم للعربية.
4-يشهد المشهد الأدبي في الآونة الأخيرة موجة كتابة الرواية. فهل تفكر ;لمى أبو لطيفة ان تدخل المعترك الروائي بعيد عن عالم القصة القصيرة جدا؟
-الرواية حكاية طويلة تتطلب من كاتبها أن يكون مُلمًا بالتاريخ وعلم الاجتماع وعناصر نجاحها أعقد من فكرة سرد طويل ولا يُمكنني أن أصنفُ نفسي روائية لمجرد أني أكتبُ المسرحيات، وأنشر نصوصًا تكادُ لا تنتمي لكاتب مُتقِن، أظنني مولعة بالمسرح أكثر
.5- من هم الشعراء والكتاب الذين تعجبين بكتاباتهم , وهل تأثرت بأساليب أحدهم ؟
-هُناك الكثير منهم لايمكنني تجاوز ادونيس ومحمود درويش والعديد من الشعراء لكن أظن الأقرب لوجداني هو فاروق جويدة الشاعر العظيم الذي هو أعذب من أن اتحدث أنا عن شعره، وأيضًا الأدب الروسي الأدب كافكا خصوصًا وايزابيلا الليندي الروائية التشيلية وحنا مينه والكثير لا يمكن حصرهم.
6- لنتوقف قليلا عن الأسئلة ودعينا ننصت إلى قصائد مختارة من كتاباتك؟
!! أنقذتُ العالم أمس..
كوني فخورة بي كحبيبٍ عابرٍ تبكينه الآن موهمة من حولك أنه كان حبيبًا بِحق فقط لِتَرثي مجدهُ كبطل أنقذ سُكان الأرض جميعًا..
كيفَ صرنا كُلنا مُهددين بهذا الشكل؟!
كان مجرد اعتراف بحُب على هيئة قُبلة.. كيف تحوّل الأمر لنزع مسمار أمانٍ من قُنبلة ما لا أعرف!!
وجبَ عليّ إنقاذ الموقف وتحمّل مسؤولية الخطأ الذي اقترفتهُ وحدي.. أوتعرفين هول الأمر في أن تحولك قُبلة عُذرية من مجرّد ولهان مُسيّر إلى إرهابيّ خطير
قد يُعلَّق في عنقه وزرَ خراب العالم وأرواح العالمين!!
أمسكتُهم من أيديهم فرادى وجماعات كُلٌْ حسبَ رغبته ونزلتُ بهم مُسرعًا إلى الطابق السُفلي.. تحت الأرض جدًا لئلا يصابوا بأذى،وحينَ صعدتُ على سطح القصر لأتأكد أني ما نسيتُ أحدًا، فطنتُ إلى أنني قد نسيتُني..
أسرَني منظر البحر الهادئ
وزُرقة السماء التي بتُّ قريبًا منها الآن
نسيتُني مرة أخرى
وحين تذكرتُ أن عليّ إنقاذي أيضًا
ألقيتُ بي من أعلى السطح
علميًا: سقوط جثتي لم يستغرق وقتًا طويلًا.
تخيّلتُ حينها أني الٓان أُسرِّحُ لك شعرك مثلًا
أو أُمسكُ يدك متوسِلًا خشونة يديّ وإنفعالي بالتريّث قليلًا
كي لا أميل بفرشاة طلاء الأظافر التي تحتاج لتركيز
أكبر مما يحتاجه تقديم اختبار فيزيائي، لأتفادى
“الخربشة” على أظافرك!
أَو تتهمينني بجلبِ الفضيحة لأنني قبّلتُ جبينك
في شارعٍ مكتظ كآخر مرة التقينا بها!
مجرد أفكار عليلة أتحايل بها على الوقت الذي
بدا طويلًا قبل ارتطامي بالأرض
وتُشعرني بحُسن الخاتمة..
فأغمضُ عينيّ متذكرًا أنّ هذا القصر المُحلى ببحرٍ
على جانبه الأيسر ما كان إلّا حُبّك،!
وأن المرأة التي تُكفنني الآن، سبقَ وكفنتني حيًا
وتراخت عن طرق بابي أضحَت تتحسسُ تابوتي حين
صرتُ ميتًا.
والأهم.. أني صرتُ مطمئنًا؛ فعلى الأقل سأمضي حاملًا موتاتي الكثيرة بين الأموات، -حيثُ يجب- لا بين الأحياء
مُعتزًا غير نادمٍ بأنني اعترفتُ وطاوعتُ قلبي،
وأن مددتُ ذراعي رغم قصرها لاحتضانك وانتشالك
وغير منتظرٍ حشودًا كثيرة تمشي بجنازتي
ولا قصائد رثاء خاصة بالشهداء تُحفرُ على شاهد قبري
ولا مُهتمًا إن كبُرت في نظرك أو صَغُرت
ولا مُبالٍ بظنك بأنك استغللتني؛ لأنني أُعطي ما أعطي
عن “طيب خاطر”دون أن أُغَيّب عقلي مهما كنتُ عاشقًا
غارقًا لأخمص قدميّ.. ولا طامعًا بأيّ مقابل
ولا مُتأسفًا على موتي بدليل أنني اخترتُ وقته وكيفيته
وغير آبهٍ إطلاقًا بكل الذي حدث!
طالما أنني راضٍ عني!
7 – لمى أبو لطيفة تعيش في الأردن. ماذا فعلت الغربة في وجدانها الإبداعي؟
– لا يكون الواحد منّا مُغترِبًا في وطن عاش فيه عمره كُله وأيضًا لا يتعارض هذا مع فكرة كونك لاجئ يظل يتوارث حلم أجداده في العودة إلى حضن الوطن، الأردن وفلسطين لاينفصلان في ذهنك عن كونهما وطن واحد بلهجة وتراث وعادات موحدة، ولا اقول هذا باندفاع عاطفيّ أبدًا وإنما هذا تاريخ لا يمكن انكاره
8- نجد عدد كبر من الكتاب الشباب قد دخلوا هذا المعترك سواء الشعر أو القصة أو الرواية كيف تجد لمى المستوى الثقافي الحالي في المنطقة وبخاصة بعد انتشار دور النشر وإقامة المعارض الأدبية ؟
-هناك طاقات فنية شبابية رهيبة احدثت فرقًا وعكست صورة مهيبة وداحضة ومُبطِلة لما يُذاع بأن الفن صار مبتذلًا نقول دائمًا أن الفن قائم مازال العالم قائم لايَفنى الفن ولا تُنهب ملذاته ورسالاته مهما حدث وإنما التقصير يكون من الجهات المختصة التي صارت تُذيع ما يجلب الجمهور كعدد وليس كنوع!
9- ماهي مقومات الاستمرارية للمرأة المثقفة كي تستمر في أداء رسالتها الاجتماعية وخاصة إذا كانت مبدعة وكاتبة؟
-التجديد بالفن ككل والكتابة بشكل خاص والبحث في العمل وتحديد أبعاده ونتائجه على مرّ زمن أبعد من الحاضر وعدم إقحام الابتذال لأجل الابتذال كونه السلعة الاكثر طلبًا وعرضًا
10- هل تؤمن لمى بوجود القصيدة النسائية أو القصة القصيرة أو الرواية النسائية , وكيف تجدين الواقع الثقافي الخاص بالمرأة ؟
_أسمح لي أن أتحفظ على صيغة السؤال وتخصيصه بالنساء وبعدها سأجيب،
أولًا الشعر لا يقتصر علي جنس، يمكن للإنسان كونه إنسان أن يكون فنانًا مادام إنه يمتلك الحد الأدنى من الموهبة ذلك بشرط أن يكون مواظبًا على صقلها وإنما إن أردت أن نخصص، فصرنَ النساء الكاتبات والشاعرات أكثر حُرية في طرح وصياغة افكارهن بالطريقة التي لا تطالبهن بالتحفظ أو التخفي وراء جماليات ما يتطلبه المجتمع والاعراف في الشرق الأوسط ككُل، وهذا لا ينفي وجود ردات فعل مُعادية كما يوجد جهات وافراد مناهضة لكَون المرأة بشكل عام والكاتبة بشكل خاص لديها كامل الحق “وبشكل بديهي” للبوح بشعور صادم من وجهة نظر الآخرين..
11- برأيك هل استولت مواقع التواصل الاجتماعي على الكتاب الورقي الذي يقال عنه من قبل العديد من الرواد بأنه يحتضر والبعض قال بأنه ميت سريرياً ويحتاج فقط للدفن ؟
لايمكنني استخدام كلمة استولاء وإنما مساندة على انتشار كتابات لكُتاب وكاتبات ليس لديهم إصدارات ورقية ومنحهم فرصة تحرير ما يكتبون لعدد أكبر واوسع ومنح الجمهور فرصة التعرف على ادبهم وإبداء رأيهم، ومن جهة أخرى لا زال ثمة دور نشر ومؤلفات مطبوعة يمكن لاي أحد الحصول عليها والاستمتاع برائحة الورق العالقة في الاصابع التي لا تِغني عنها التكنولوجيا
12- ما هي مشاريع لمى سواء في الحياة العملية أو الكتابية ؟
-اتطلع لمؤسسات تتبنى تدريب ودعم المواهب الصاعدة وكتابة العديد من المسرحيات وعرضها في مسارح مختلفة في مجتمعات مختلفة أظننا بحاجة لإحياء المسرح بشكل مكثف بالأخصّ الكوميديا السوداء والمسارح الغنائية
.- كلمات تتردد كثيرا على مسامعنا. قد يختلف صداها من شخص إلى آخر. بالنسبة إلى الكاتبة لمى أبو لطيفة ما وقع هذه الكلمات عليها. وكيف تعبر عنها..
الحرب..
الوطن..
الغربة
الشعر
الحب
الرجل
القصة
الانسان
فلسطين
الأردن
–الحرب: الوحش الذي أكل داخلنا وخارجنا
الغربة: حين لا تجدُ من يعانقك إن انت احتجت ذلك.
الشعر:الرهافة التي تتمنى لو أنها مَلكة لدى كل إنسان
القصة: ما يخفيه المرء من تجارب وخيبات أما أكثر بكثير ما يمن للقصة سرده
فلسطين: الحُبّ الذي لا نمله ولا نكفّ عن إيماننا بكونه رؤية ستتجلى لنا ذات انتصار
الاردن: هذه البقعة الصغيرة التي تتسعُ لكُلنا وتجعلنا نتقاسم أهازيجها كما نتقاسم مواجعه الرجل: الكائن الذي تبيح له مجتماعتنا كل شيء لكنه محروم من البكاء ” النعمة الاكثر رأفة” ايضًا بسبب أحكام المجتمع
الحب: مانعوّل عليه لاستمرارنا كبشريين لا يمنحه ولا يكون جدير به إلا كل حُرّ نبيل
ما الذي يمكن أن تختمي به هذا الحوار؟
-اولًا أود أن أقول لك كم أنا ممتنة لأنني هُنا معكم وشكرًا لهذه المساحة الدافئة التي تمنحني إياها مجلتكم دائمًا.