كان يقول الناس عنّا وفينا أننا رغم اختلافاتنا إلّا أننا نتشابه بالجنون، وأنا وانتِ نعرف أنّ البؤس أكثر ما يجمعنا أو بمعنى أدقّ.. الحنين الذي يوّلد فينا كل هذا البؤس!
كنت تسألينني دائمًا عن حُبي لمدينة “الناصرة” فأقول لك “تُحبني الناصرة وأحبّها على خلاف عمّان” فأنت أدرى الناس بما فعلت عمّان بي!
ثم وبعد ذلك تحررتُ من العداوة التي كنتُ أخال عمّان تكنّها لي صرت أراها كما السابق بحنّوها وملامح سكانها الضاحكين رغم التعب، وزواياها التي لطالما احتوت حبّنا غير المفهوم..
حتى الرصيف الذي قطعته وكنتُ على وشك الإصطدام بالسيارة التي شتمني صاحبها على استعجالي وعذرته لأنه لا يعرف أنك تقفين على الجهة الأخرى ولأنه لايعرف لهفتي بعد طول غياب!
أعرف أنك تذكرين اليوم تساوت لدي عمّان بالناصرة رغم إنها ما اعتذرت لأنها ببساطة ما تسببت بكل هذا، ولأنني ببساطة ماعدتُ أحمل حبّك وجُرحك أنّى ذهبت، ما يحدث بينا وبين الأشخاص ياحبيبة كان ليحدث في أي مكانٍ آخر، في أي مدينة أو مقهى
لا ذنب للمُدن في ذلك وإن كانت تحمل مآسينا فهذا لأننا مررنا بها لا لأنها قصدت أن يكون القدر قاسيًا ونكون قساة!
حرري نفسك مما مضى، يكفي أن تعودي إليه، وتحرري مما تسجنين نفسك به من كراهية وسوء ظن وكِبر،
حينها فقط ستأخذك الخِفة إلى أي مدينة سيختارها عقلك، كما أخذَتني!
صدقيني حاولت أن أُجابِه معك ولأجلك ما تمرين به لكنّ شخص صدّق أنه قادرًا على تغيير فهمك اتجاهي ففعل
لأنه كالذي سبقه يعرف بماذا وكيف يساوم امرأة مثلك أوهن من أن تساوم على الهجر استطاع ذلك، كنت أتأمل لو أننا نستطيع تقاسم الوعي والفرح لطالما كنت أسبق منك في الركض باتجاههما، لكنّ دائمًا ما كنتِ تصادفين ريحًا أقدر منك على تغيير وجهتك في امساك يدي والركض معًا حيث حلمنا دائمًا! بالمناسبة، أحبي البلاد من شمالها إلى جنوبها وإياكِ أن تُنيطي مشاعرك بالأماكن..
كنتُ لأكره عمّان عمري كله كلما تذكرت جبروتك الممارَس اتجاه رهافة قلبي
لكنني سامحت
سامحي لتستطيع الاستمتاع، كما أنا سامحت!