روماف – ثقافة
أمينة عبد الكريم / سوريا – حلب
من أَقاصِي الشّرقِ أكتبُ لطيورٍ مشردةٍ ..
ولنجومٍ سوداءَ داكِنة ..
ينبُذُها جوفُ الأرضِ وأحضانُ السماءِ ..
تقذِفُها الرياحُ فتُسلّم جسَدَهَا ليحملهَا الهواءُ إلى منْفى .
أيّتُها الأساطيلُ لا تهربِي ..
فربّما نحطُّ فوقَ جذعِ شجرةٍ ..
أو ربّما فوقَ أعمدةِ الكهرباء ..
لا تستلسمِي وقِفِي ولو عراةً ..
فتصيحُ بأعلى صوتِها وبكلّ استياء ..
في شرقنا لا نعرفُ التغاريد ..
فبعدَ كلّ صرخةٍ تجدُ ملجئاً يحتوي جثمانها ..
فالكونُ تابوتٌ منذُ أن كانتِ الأرضُ للأنبياء ..
فإنّ اليدَ التّي تزرعُ القمحَ وتُصَنّعُ البارودَ تغزُّ في حناجرِهِم عصا ..
فتختَنقُ بنوباتِ البكاء ..
فالطّيرُ الّذي لا يهابُ ..
وينشدُ الموتَ والأسى والذّعرَ ..
يأكلُ البارودَ والقضاءَ أو تصفعهُ يدُ العونِ ..
ويلقّن تسعَ أغانِيَ حبٍ عمياء ..
يزيلُ وشاحهُ الحربيَّ ويطلبُ العفوَ من مجتمعِ العلماءِ ..
يا معاشر الطيورِ الغاضبةِ
اغفري فالمسكنُ والمأكلُ وكأسُ الخمرِ والطّربِ ما هي إلّا أشياء في مكنوناتها هدايا الرّبّ .
ماليَ أنا!! وما لمساكنِ الهوى والإنصاف ..
لستُ من قتلَ وسبّ ..
لستُ من سبّبَ العارَ ..
أيّ طيرٍ ترنّحَ جسدهُ الهزيل فوقَ التّرابِ ..
أغسلُ غبارَ الذّلّ عن جناحيهِ ..
فالصّمتُ في حرمِ الجمالِ جمالُ ..