روماف – ثقافة
سلمى اليوسف
العقاد ابن أسوان هرقل الثقافة العربية كما قام سعد زغلول بوصفه، ذو القلم الجريء، الشفافية والمشاعر الرقيقة التي سالت مع دموعه على الورق أدباً وشعراً وإنسانية.
أما مي زيادة امرأة الأساطير حتى بعد مماتها، والتي غيرت صورة المرأة العربية، كيف لا وهي الكاتبة وعازفة البيانو والمتحدثة بلغاتٍ عديدة، وقع في غرامها عشرات الرجال لكنها ماتت وحيدة.
قصة حب العقاد لمي زيادة:
اشتهرت مي زيادة بصالونها الأدبي الذي كان مقراً لأدباء عصرها يأتونه في كل أسبوع من كل حدبٍ وصوب بداية بطه حسين وليس انتهاءً بأحمد شوقي وعباس العقاد الشاب الوسيم الذي كان أصغر رواد صالونها 27 عاماً تقريباً، الذي وقع في غرام مي ابنة ال21 الجميلة الطبيعية التي لم تخضع لمساحيق التجميل، المفكرة التي تمارس اليوغا وتتحدث بعدة لغات، والمثقفة التي تشاركه الشعر والأدب، واختارا إحدى كنائس حي الظاهر ملتقى سرياً لهما.
كانا متألقين وجميلين معاً، كنجمين في سماء القاهرة، فقد أحبها العقاد حباً جماً وعشقها مثلما عشقته وكان شديد الغيرة عليها، بدأا علاقتهما بالرسائل فهو في أسوان وهي في القاهرة، كما تعد خطاباتهما ثروة أدبية إنسانية حقيقية لكن قصتهما لم تكتمل، فجرأة العقاد جعلت مي زيادة تتردد في علاقتهما، فغادرها العقاد كما أفصح الكاتب واسيني الأعرج.
انتهاء قصة الحب:
كتب العقاد إلى مي:
وإنّي أبصرُكِ السّاعة بين الماءِ والسّماء فأشعرُ بوجودِ الله حقًّا وأحسُّ بمحضره قريبًا، لأنني لا أستطيع أن أعرِف قوّة غيرَه تحملُ ذلك المهد السابح الذي أتمثلك فيه طفلة وادعة في أحضان ذلك الحنان السرمدي
وكتبت مي إلى العقاد:
وحسبي أن أقولَ لك: إنّ ما تشعرُ بهِ نَحوي هوَ نفس ما شعرتُ به نحوَكَ منذُ أوّل رِسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان، بل إنّني خشيتُ أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد، منذ أول مرة رأيتك فيها بدار جريدة “المحروسة”، إنّ الحياء منعني.
اتسمت رسائل مي زيادة للعقاد بالحكمة والاتزان والغموض أما العقاد فكان واضحاً في حبه لها وبهذا يكون السبب الأساسي لهذه النهاية المفجعة لحب كبير أن حب العقاد يختلف في جوهره عن حب مي زيادة لأنه جريء يؤمن بالمشاعر المتأججة والتوحد روحاً وجسداً بين الحبيبين أما مي فكانت تؤمن بالحب العفيف الروحاني المترفع عن رغبات الجسد.